أخبار وطنيةالدولية

ملف الصحراء المغربيةيدخل ساعة الحسم وسباق الأمتار الأخيرةفي إطار الحكم الذاتي .

ملف الصحراء المغربيةيدخل ساعة الحسم وسباق الأمتار الأخيرة، في إطار الحكم الذاتي

المغربية تيفي 24 خطوط الرباط

دخل ملف الصحراء المغربية ساعة الحسم وسباق الأمتار الأخيرة، في إطار الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، حيث أعلن ديفيد لامي، وزير الخارجية البريطاني، يوم الأحد الماضي بالرباط، أن لندن ترى الحكم الذاتي الأساس الأكثر مصداقية وقابلية للتطبيق والأقرب لتسوية هذا النزاع. كما يتوالى تأكيد دعم الدول الإفريقية لمغربية الصحراء، ومنها مصر وساحل العاج، وإغلاق مقرات البوليساريو بسوريا، وفتح فرنسا لمقر طلب التأشيرات بمدينة العيون، ناهيك عن عزم دول كبرى ضمنها بريطانيا أيضا إطلاق مشاريع استثمارية ضخمة بالأقاليم الجنوبية.ولا شك أن ما نجنيه من ثمار، في تدبير أزمة ملف الصحراء المغربية، هو نتيجة نجاعة الدبلوماسية الملكية، في نقل القضية من مرحلة الدفاع إلى المبادرة، بواسطة استراتيجية هادئة تحت شعار “رابح – رابح”، وهو الشيء الذي يستدعي من الجميع الحفاظ على نفس الزخم والأداء ويقظة الدبلوماسية الرسمية والموازية، للدعم والمزيد من التعبئة الشاملة والمساهمة في الطي النهائي للنزاع المفتعل.لقد ضيق نجاح المبادرات الملكية، في ملف الصحراء المغربية، الخناق على مرتزقة البوليساريو والجهات التي تدعمها بطرق مباشرة وغير مباشرة، وخرجت الجزائر كعادتها تهاجم دعم بريطانيا للحكم الذاتي وتتهم المغرب بمحاولة “فرض الأمر الواقع”، لكن باب المملكة المغربية الشريفة يستمر مفتوحا بتوجيهات ملكية للتعامل السياسي والاقتصادي والاستفادة من مشاريع الواجهة الأطلسية أمام كافة الدول التي تراجع قراراتها بناء على المستجدات المطروحة، وتدعم قوة المقترح المغربي المتمثل في الحكم الذاتي بالصحراء المغربية، ودعمه من جل الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، وباقي أصدقاء المملكة بجميع ربوع العالم.إنها بوادر شهور الحسم لا محالة في النزاع المفتعل بالصحراء المغربية، ما سيفتح باب الاستثمار والتنمية على مصراعيه أمام دول القارة السمراء، ومعالجة معضلة البطالة والهجرة والرفع من المعاملات التجارية وتبادل الخبرات في جميع المجالات، والاستفادة من الواجهة الأطلسية المغربية وما تكتنزه من ثروات تعتبر بمثابة المحرك الأساسي للغذاء والدواء والصناعات المستقبلية في العالم شرط احترام السيادة المغربية.لذلك يجب حسن استغلال هذا الزخم الكبير الذي يعيشه ملف الصحراء المغربية خلال الفترة الأخيرة، ودعم تسريع تنزيل قرار الولايات المتحدة الأمريكية وضع حل نهائي للملف في أقرب الآجال الممكنة، واستجابة الدول الكبرى لمطالب تفكيك الميليشيات المسلحة للبوليساريو .ما سيضمن تأمين المنطقة الإقليمية وحماية الحركة الاقتصادية بين إفريقيا وباقي الدول، وضمان الحركة السياحية ومحاربة شبكات الاتجار في الممنوعات وتجفيف منابع الإرهاب، بالإضافة إلى ردع مافيا الاتجار في الأسلحة واستغلال القاصرين في الحرب واحتضان المرتزقة وتسخيرهم في محاولة بلقنة المنطقة الآمنة.إن قضية الصحراء المغربية مسألة حق ساطع للشعب المغربي في سيادته الكاملة على أراضيه، وباطل مظلم ظل يناور جنرالات الجزائر لتغليفه بشعارات انتهت صلاحيتها وانكشف زيفها أمام العالم، لكن على الرغم من ذلك تستمر المملكة في مد يدها للتعاون من أجل مصلحة شعوب المنطقة والتحالف ضد الفقر والأمراض الفتاكة والتلوث البيئي وإرساء السلام، واستثمار ما يجمع دول الشمال الإفريقي من الدين واللغة وتقارب الثقافات والعادات والتقاليد، والنهوض بالقارة السمراء وتنميتها ودعم استفادة شعوبها من خيراتها باعتبارها مركز دواء وغذاء وصناعة العالم في المستقبل القريب.باعتراف جل الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، بالصحراء المغربية، ودعم الحكم الذاتي كحل وحيد للنزاع المفتعل، يكون الملف الذي عمر طويلا قد وصل الأمتار الأخيرة لطيه، وفتح باب الاستثمارات الضخمة بالمناطق الجنوبية للمملكة، ومعها يُفتح الأمل أمام شعوب المنطقة والشعوب الإفريقية لتحقيق أحلامها وطموحاتها على رأسها التشغيل بكرامة وتكافؤ الفرص وتجويد الحياة العامة، والتخلص من تبعات الفقر والجمود الاستثماري.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى