قلعة مݣونة… وردة الجنوب التي تسحر الزوار بجمالها الطبيعي وثقافتها الأصيلة

قلعة مݣونة… وردة الجنوب التي تسحر الزوار بجمالها الطبيعي وثقافتها الأصيلة
المغربية تيفي24 محمد أوراغ
في عمق جبال الأطلس الكبير الشرقي، وعلى ضفاف وادي مݣونة، تتربع مدينة قلعة مݣونة كإحدى أبرز الوجهات السياحية التي تزاوج بين الطبيعة الخلابة، والتراث الأمازيغي الأصيل، ورائحة الورود العطرة التي تحوّلت إلى هوية محلية وعالمية.

تُعرف قلعة مݣونة بلقب “عاصمة الورد”، حيث تحتضن كل سنة، خلال شهر ماي، مهرجان الورود، الذي يُعد من أبرز التظاهرات السياحية في المغرب. يتقاطر على المدينة آلاف الزوار لاكتشاف أسرار تقطير ماء الورد، واقتناء منتجات طبيعية محلية، والمشاركة في عروض فلكلورية تعكس عمق الثقافة الأمازيغية.
لكن المدينة لا تختزل فقط في وردها، بل تمتد مقوماتها السياحية إلى جبال شاهقة، ووديان هادئة، وقرى تقليدية تحافظ على أنماط عيش بدائية تلامس روح الأصالة. كما أن القصبات الطينية التي تزين القرى المجاورة مثل “أيت بوميا” و”إغيل نومكون” تُعد شاهدًا حيًا على عبقرية المعمار الأمازيغي في التكيف مع مناخ الجنوب الشرقي.
يقصد السياح من داخل المغرب وخارجه قلعة مݣونة للقيام برحلات المشي الجبلي، وزيارة تعاونيات النساء العاملات في إنتاج ماء الورد والزيوت الطبيعية، وتذوق أطباق تقليدية مثل الطاجين بالأعشاب الجبلية والكسكس البلدي.
ومع أن المدينة تُعد بوابة عبور نحو واحات تنغير، وأخاديد دادس وتودغة، فإنها تحولت بدورها إلى محطة جذب متكاملة، بفضل مجهودات الساكنة والجماعات المحلية، التي تسعى لتطوير السياحة البيئية والثقافية في انسجام مع خصوصيات المنطقة.
قلعة مݣونة ليست فقط وردة تتفتح في فصل الربيع، بل تجربة سياحية متكاملة تجمع بين الطبيعة، الإنسان، والتراث، في تناغم قلّ نظيره في باقي جهات المملكة.