أخبار جهويةأخبار وطنية

افتقار مستوصف بني عياط لعدة اختصاصات يُعيد الجدل حول الخدمات الصحية ببني عياط – إقليم أزيلال.

افتقار مستوصف بني عياط لعدة اختصاصات يُعيد الجدل حول الخدمات الصحية ببني عياط – إقليم أزيلال.

المغربية تيفي 24 الدين اهرموض

أعادت قافلة طبية تضامنية نُظمت يوم السبت 3 ماي 2025 بمركز بني عياط بإقليم أزيلال، النقاش حول واقع البنيات الصحية بالمنطقة إلى الواجهة، في ظل الخصاص الواضح الذي تعانيه البنية التحتية الصحية، وهو ما دفع بجمعيات المجتمع المدني إلى التدخل عبر تنظيم مبادرات إنسانية لتعويض الغياب المؤسساتي.

ففي خطوة لافتة، نظمت جمعية “قلوب الخير للأعمال الاجتماعية والتنموية”، بتنسيق مع المندوبية الإقليمية للصحة واللجنة المحلية للصحة، قافلة طبية مجانية استفاد منها نحو 500 شخص ، وبحسب ما أكدته خديجة المصدق ، رئيسة الجمعية في تصريح لوسائل الاعلام أن القافلة “شملت تخصصات متعددة كطب العام، وطب الشرايين والقلب، وطب النساء والتوليد، إضافة إلى خدمات تخطيط القلب، وطب الكلى، وقياس الضغط والسكري، وتوزيع الأدوية بالمجان”.

و أشارت المصدق إلى أن 300 شخص استفادوا في الفترة الصباحية وحدها، مع تأكيدها على “توفر كافة المستلزمات الطبية والأدوية”، ما جعل القافلة قادرة على تلبية حاجيات أكبر عدد من الساكنة.

غير أن القافلة، رغم بعدها الإنساني، لم تخلُ من جدل سياسي. فقد علّق الناشط أسعد ساغدن على مواقع التواصل قائلاً: “هل هي قافلة طبية بأبعادها الإنسانية، أم مجرد واجهة دعائية لأشخاص ومؤسسات؟”، مشيرا إلى ما سماه “رائحة تصفية حسابات” و”تسخينات انتخابية قبل موعد 2026″.

وأثار الموضوع مزيدا من الجدل بعد نشر مقال للصحفي مولود سنوسي على موقع “بني ملال خنيفرة نيوز”، أكد فيه أن “اللجنة الصحية المحلية ببني عياط تعرف انحرافا عن أهدافها الأصلية”، متحدثا عن “تسييس واضح للقافلة الطبية وإقصاء ممنهج لبعض الأعضاء”، مما يجعلها في نظره “جزءا من حملة انتخابية مبكرة تُستغل فيها الحاجة الصحية للمواطنين”.

في ظل هذا الواقع، يُطرح سؤال جوهري حول مدى قدرة وزارة الصحة على مواكبة الحاجيات الصحية المتزايدة لساكنة المناطق القروية، خصوصا في ظل اعتماد المؤسسات المحلية على مبادرات المجتمع المدني لسد فراغات بنيوية في منظومة الرعاية الصحية.

وتبقى الحاجة ملحة لإعادة النظر في سياسة التوزيع المجالي للأطر الطبية والتجهيزات الأساسية، والعمل على تأهيل المستوصفات لتقديم خدمات متعددة التخصصات بشكل قار، عوض الارتكان إلى مبادرات ظرفية لا يمكنها سوى التخفيف من حدة الأزمة، دون أن تُغني عن الحلول الجذرية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى